إيران تراوغ الغرب بتخفيض في وتيرة تخصيب اليورانيوم

دبلوماسيون غربيون يشيرون إلى أن التباطؤ في تخصيب اليورانيوم قد يكون جزءا مما يوصف بأنه جهود "خفض التصعيد" بين إيران والولايات المتحدة التي تشمل أيضا إعادة أرصدة مالية إيرانية مجمدة خارج البلاد وسجناء أميركيين محتجزين في الجمهورية الإسلامية.

طهران - خلص أحدث تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران أبطأت من وتيرة تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تقترب من المستويات اللازمة لإنتاج أسلحة نووية لكنها لم توقفه، في أحدث مؤشر على المراوغة التي تعتمدها الجمهورية الإسلامية في التعاطي مع جهود إحياء اتفاقها النووي المبرم في العام 2015 ورغم أنها عادت مؤخرا إلى التفاوض بشأن كسر جمود المباحثات إلا أن ممارساتها تشير إلى النقيض.

 وعبر المدير العام للوكالة رافاييل غروسي عن "أسفه لعدم إحراز أي تقدم" في هذا الصدد، مشيرا أيضا إلى عدم حصول تقدم في الملف الشائك الآخر المتعلق بوجود مواد نووية في موقعين غير معلنين.

وذكر تقريران أصدرتهما الوكالة أنه بعد التقدم المحدود المحرز في إعادة تركيب كاميرات المراقبة التابعة للوكالة في الربع السابق، لم يُحرز أي تقدم آخر منذئذ، ما يؤجج التوتر مع قوى الغرب.

وأرسلت الوكالة التقريرين إلى الدول الأعضاء فيها قبل اجتماع فصلي في الأسبوع المقبل لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة.

وأعلنت إيران والوكالة اتفاقا في مارس/آذار حول إعادة تركيب كاميرات المراقبة التي وضعت بموجب اتفاق مع القوى الكبرى في 2015، لكنها أُزيلت العام الماضي بأمر من إيران. ورُكب عدد ضئيل من الكاميرات وأجهزة المراقبة الأخرى التي تريد الوكالة وضعها.

وقال التقرير إنه من المشكلات التي يُرجح أن تحدث حالة من التوتر مع الغرب أن التقديرات تشير إلى ارتفاع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة بواقع 7.5 كيلوغرام إلى 121.6 كيلوغرام على الرغم من تخفيف 6.4 كيلوغرام منه بيورانيوم مخصب بدرجات نقاء أقل.

وقال دبلوماسي كبير اليوم الاثنين إن إنتاج إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة تباطأ ليسجل نحو ثلاثة كيلوغرامات شهريا من معدل سابق كان يبلغ تسعة كيلوغرامات شهريا تقريبا.

وأفاد دبلوماسيون آخرون بأن التباطؤ ربما يكون جزءا مما يوصف بأنه جهود "خفض التصعيد" بين إيران والولايات المتحدة التي تشمل أيضا إعادة أرصدة مالية إيرانية مجمدة خارج البلاد وسجناء أميركيين محتجزين في إيران، على الرغم من نفي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وجود صلات بين القضايا.

وذكر دبلوماسي غربي "بالطبع، تقول إيران إن تباطؤ التخصيب بنسبة 60 بالمئة إيجابي، لكن المزيد من اليورانيوم عالي التخصيب ما زال مرتفعا".

ويبلغ مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة في الوقت الراهن نحو ثلاثة أمثال كمية تقدر بنحو 42 كيلوغراما وهي كمية تقدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها كافية نظريا، إذا ما خُصبت أكثر، لتصنيع قنبلة نووية. لكن خبراء قالوا إن بعض اليورانيوم سيُفقد خلال العملية. وتنفي إيران رغبتها في تصنيع أسلحة نووية. 

وكان الاتفاق الدولي قد بدأ بالانهيار في 2018 حين انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل أحادي الجانب وأعادت فرض عقوبات. وتعثرت الجهود لإحيائه ثم جُمدت المحادثات التي يقودها الاوروبيون منذ 2022.

وأعطى الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في الآونة الأخير موافقته على استئناف المفاوضات النووية، لكنه اشترط عدم المساس بالبنية التحتية للأنشطة النووية.

وفي يونيو/حزيران الماضي استضافت الإمارات اجتماعا رباعيا بين وفود من إيران وألمانيا وفرنسا وبريطانيا تم خلاله التطرق إلى عدد من الملفات من بينها سبل دفع مباحثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وفق ما أكده حينها مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية كريستيان تورنر.